
أحمد سالم أمام مجلس حقوق الإنسان: "يجب على الأمم المتحدة أن تُنشئ لجنة لتقصي الحقائق بشأن المقبرة الجماعية في سيناء".
مداخلة شفهية ألقاها اليوم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة – الدورة الستون، جنيف، بشأن المقابر الجماعية المكتشفة حديثًا في شبه جزيرة سيناء.
نص المداخلة الشفهية:
السيد الرئيس، المقرر الخاص،
أتحدث بصفتي أحد أبناء الشعوب الأصلية في شبه جزيرة سيناء بمصر. بينما نلتقي اليوم، تستمر الإبادة الجماعية في غزة، حيث يُستهدف الأطفال بالتجويع والقصف، وتُباد العائلات، ويُدفع الفلسطينيون نحو سيناء عبر القتل الجماعي والتطهير العرقي والتهجير القسري.
نحن، أبناء سيناء الأصليون، نعرف هذا الألم جيدًا: فقد اقتُلِع أكثر من 150 ألفًا منا من أرضهم في إطار ما يسمى بحملات "مكافحة الإرهاب"، وما زلنا حتى اليوم محرومين من حقنا في العودة.
لقد كشفت تحقيقات مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، والمثبتة بتحليل مستقل من منظمة "فورينسِك أركتيكتشر"، ولأول مرة، عن وجود مقبرة جماعية في سيناء تضم أكثر من 300 جثة، إضافة إلى وقائع جديدة لعمليات إعدام خارج نطاق القانون لمدنيين، خلال النزاع المسلح الذي استمر ما يقارب العقد بين عامي 2013 و2022. وتشكل هذه الوقائع جرائم حرب، وجرائم محتملة ضد الإنسانية.
الأدلة قاطعة. إذ تكشف صور الأقمار الصناعية، والمواد المصورة من الموقع، والزيارات الميدانية، وعمليات الحفر الاستكشافية، وشهادات الشهود -بمن فيهم أفراد عملوا إلى جانب قوات الأمن- عن نمط متكرر من الإخفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والإعدام.
تعيش السلطات المصرية في عالم موازٍ من الإنكار. فكما ترفض الاعتراف بعمليات التهجير الجماعي التي تعرضنا لها، وبوجود آلاف السجناء السياسيين، فإنها أيضًا تنكر الإعدامات خارج نطاق القانون، رغم تسريب مقاطع فيديو تُظهر جنود الجيش المصري وهم يعدمون معتقلين مقيّدي الأيدي.
ندعو المقرر الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية، وغيرَه من حاملي الولايات، إلى تناول هذه القضية بشكل عاجل. كما ندعو هذا المجلس إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنشاء لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق للتحقيق في هذه الانتهاكات، وملاحقة المساءلة، والسعي إلى تعويض أسر الضحايا. ويجب على السلطات المصرية أن تعترف أخيرًا وتبدأ عملية وطنية للمساءلة عن الفظائع المرتكبة في سيناء وسائر أنحاء البلاد.
شكرًا لكم.
الكلمات المفتاحية
أخر المواضيع

الأعلى مشاهدة
مقالات متعلقة
