موجة من الاستسلام.. مؤسسة سيناء ترصد أكثر من 26 حالة استسلام من عناصر داعش للجيش ومسلحي القبائل خلال شهر يوليو
رصد فريق مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان استسلام 26 عنصر من داعش بينهم نساء وأطفال، في مناطق رفح وبئر العبد، خلال شهر يوليو المنصرم، وكان العدد الأكبر من هذه الحالات في مناطق رفح التي بدأ الجيش والمجموعات القبلية المسلحة الموالية له حملات مستمرة فيها منذ نحو 4 أشهر على التوالي ما تسبب في ضغط كبير على التنظيم، وحسب الأرقام التي رصدها فريق مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان خلال شهر يوليو تلاحظ ازدياد كبير في أعداد المستسلمين من عناصر داعش مقارنة بالشهور الماضية.
وفي فيديو حصلت المؤسسة على نسخة منه قال أحد القيادات بالمجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش: "أضمن لمن يسلم نفسه من عناصر داعش بحياة كريمة وكارنية للتحرك وفيزا يضاف عليها راتب شهري 3 آلاف جنية".
خلال 2021 صعدت إلى الواجهة مبادرة رسمية برعاية أجهزة أمنية أبرزها مكتب شئون القبائل التابع لجهاز المخابرات الحربية من أجل تسليم مقاتلي تنظيم داعش لأنفسهم في مقابل امتيازات مادية وعفو عن الجرائم السابقة، يتلقاها العنصر الذي يلقي سلاحه. بدت هذه المبادرة خلال السنوات الماضية غير فعالة رغم قيام بعض أفراد التنظيم بتسليم أنفسهم بالاستعانة ببعض من وجهاء القبائل الذين يحاولون إقناع أبناء قبائلهم المنخرطين في صفوف التنظيم للتخلي عن السلاح حيث يجري التحقيق معهم بعد نقلهم لمقرات أمنية.
أخذت تلك المبادرة بعدا دراماتيكيا في سبتمبر 2021، بعدما قام رئيس القضاة بولاية سيناء محمد سعد كامل الصعيدي، الشهير بـ "أبي حمزة القاضي" بتسليم نفسه للأجهزة الأمنية رفقة زوجته وثلاثة من أبنائه بعد حصوله، على ما يبدو،على تعهد بالحفاظ علي سلامته وسلامة عائلته. ووفقا لتقارير استخباراتية، فإن القاضي يعتبر الرجل الثاني أو الثالث في قمة الهرم القيادي للتنظيم.
ومن أبرز جرائمه إشرافه على تنفيذ الهجوم على مسجد بقرية الروضة حيث قتل 305 من المصلين نهاية عام 2017. استثمرت السلطات المصرية في واقعة استسلام القاضي في محاولة لحث مقاتلين آخرين على تسليم أنفسهم. قامت أجهزة الأمن بكتابة رسالة على لسان «القاضي»، يُعلن فيها ندمه على فتواه التي تسببت في قتل آخرين، مطالبًا أفراد التنظيم بمراجعة أفكارهم و قامت الطائرات الحربية بإلقاء نسخ منها في مناطق نفوذ التنظيم.
وبالعودة لأحداث الشهر فقد وثق فريق الرصد الميداني بمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان الأحداث تباعاً والتي بدأت في اليوم الثاني، حيث قتل "عمر محمد عامرالجغامين السواركة" أحد عناصر المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش في انفجار وقع غرب رفح.
كما رصدنا قيام عناصر من المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش بالقبض على أحد قيادات داعش بمنطقة بئرالعبد وخلال فيديو تم نقله على مواقع التواصل الاجتماعي دار حوار بين القيادي المنتمي لتنظيم داعش، وبين أحد عناصر المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش، وبعد ساعات من انتشار الفيديو رصدنا صورا لنفس الشخص الذي ظهر بالفيديو المتداول لكنه هذه المرة جثة هامدة بعد أن تم تصفيته.
كذلك في نفس اليوم 3 يوليو رصدنا مقتل "رائد أمير ابراهيم عوض الله" وهو ضابط من قوة الكتيبة 26 مخابرات حربية واستطلاع، وقتل في انفجار وقع بمنطقة المغارة وسط سيناء.
كما أعلن عن مقتل أحد قيادات المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش، متأثرا باصابته إثر انفجار عبوة ناسفة بمنطقة الحسينات غرب رفح. ومن جانب آخر قررت محكمة جنايات القاهرة خلال جلسة الأحد 3 يوليو 2022 إخلاء سبيل 4 من أهالي سيناء في القضية رقم 1935 لسنة 2021.
وفي اليوم التالي 4 يوليو وثق فريق مؤسسة سيناء مقتل اثنين "محمد حسن حمدان ابو درب وجهاد أشرف ابو درب" وهما من عناصر المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش وإصابة آخر"اشرف البعيره"، في انفجار عبوة ناسفة بمنطقة المطلة غرب رفح، ويعد هذا الانفجار الثالث خلال الـ4 أيام الأولى من الشهر، وأسفرت عن مقتل ضابط بقوات الجيش و4 عناصر من المجموعات القبلية المسلحة وإصابة آخر.
وفي الأسبوع الثاني من شهر يوليو وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش وعناصر من داعش، بمنطقة المطلة غرب رفح، ما أسفر عن مقتل أحد مسلحي المجموعات القبلية الموالية للجيش في مقابل مقتل عنصرين من داعش، خلال الاشتباكات، كما قام عنصرين من داعش بتسليم أنفسهم لقوات الجيش.
وفي منتصف الشهر وثق فريق المؤسسة مقتل طفلين وإصابة طفلين آخرين من عائلة واحدة إثر انفجار لغم أرضي بمنطقة الخروبة غرب الشيخ زويد، وبحسب مصادر طبية بمستشفى العريش العام صرحت بوصول جثمان الطفل "رياض رضوان مسلم أبو جرير" 10 سنوات بجانب 3 إصابات أخرى لأطفال احداهم الطفلة "ريهام أحمد سليمان أبوهاني" 7 سنوات التي لقت مصرعها متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في الانفجار، فيما استقرت حالة طفلين آخرين مصابين بشظايا وجروح متفرقة بالجسد ويجري تقديم الرعاية الطبية لهم بالمستشفى.
كذلك وثق الفريق قيام 7 سيدات وطفلة ينتمون لداعش بتسليم أنفسهم لقوات الجيش بمنطقة بئرالعبد غرب سيناء، وبحسب مصادر قبلية فإن النساء اللاتي يسلمن أنفسهن لقوات الجيش أو لمسلحي المجموعات القبلية الموالين للجيش يتم استجوابهم في المقرات الأمنية بحضور “مندوبي القبائل”، فيما يتم التحقيق أيضًا مع الأطفال لاستخراج معلومات أمنية عن أماكن تواجد مسلحي داعش، وكيفية تحركهم واختبائهم في المناطق التي يتحصنون بها.
ومن جانب آخر رصدنا اصابة أحد عناصر المجموعات القبلية المسلحة اثناء الاشتباكات مع مسلحين من داعش بمنطقة رفح.
وفي شهادة حصل عليها فريق مؤسسة سيناء من أحد المصادر القبلية فإن إحدى النساء أرشدت عن أماكن وجود عبوات ناسفة زرعها عناصر داعش لاستهداف قوات الأمن و مسلحي المجموعات القبلية الموالية للجيش، وتم إبطال تلك العبوات بناء على المعلومات التي حصلوا عليها من السيدة.
وفي الأسبوع الثالث من شهر يوليو وثق فريق المؤسسة من خلال مصادر خاصة أن جهاز الأمن الوطني بالاسماعيلية، القى القبض على شخص بعد مراقبة هاتفه الذي اتضح من خلاله أنه يقوم بمساعدة عناصر من داعش بمنطقة جلبانة غرب سيناء، وبعد مواجهته اعترف انه يساعدهم "بتوفير المواد الغذائية والأشياء اللازمة لهم" مقابل المال.
وبحسب المصادر فإن عناصر قوات الأمن توصلوا من خلال استجواب الشخص المقبوض عليه لمعلومات عن اتفاق بينه وبين عناصر داعش على تسليم سيارة ربع نقل ماركة “نيسان” مقابل مبلغ 320 ألف جنية مصري، بتاريخ 20 يوليو 2022، عند كوبري “جلبانة” غرب سيناء.
وحسب المصادر ذاتها فإن فريق من جهاز أمن الوطني، انطلق صبيحة الأربعاء 20 يوليو مع 6 عناصر من المجموعات القبلية المسلحة الموالية لقوات الجيش، وانتظروا عند كوبري جلبانة، وعند وصول هدفهم حدث اشتباك مسلح بين المجموعتين، ما أسفر عن مقتل عنصرين من داعش، واستسلام عنصر آخر، فيما أصيب اثنين من المجموعات القبلية المسلحة الموالية لقوات الجيش "محمود احمد فهيد - صابر زايد عبد الجبار".
وفي اليوم التالي وثق فريق المؤسسة اصابة ضابط من قوات الجيش برتبة مقدم، في انفجار وقع بمنطقة المطلة غرب رفح، ومن جانب آخر قام عنصر من داعش بتسليم نفسه لعناصر المجموعات القبلية المسلحة الموالية للجيش بمنطقة رفح.
وبعد يومين من عملية جلبانه، تداولت مصادر قبلية عدة خبرًا عن تسليم 4 عناصر من داعش لأنفسهم بمنطقة مصفق شرق مدينة بئرالعبد، كذلك سلمت 3 نسوة أنفسهن وبصحبتهم طفلة لقوات الجيش بمنطقة مزار شرق مدينة بئرالعبد شمال سيناء.
وفي اليوم ذاته 22 يوليو قالت إحدى الصفحات المحلية في سيناء على مواقع التواصل الاجتماعي أن عنصرا من داعش تمكن من تفجير نفسه أثناء ملاحقته، من قوات أمنية بمنطقة المساعيد غرب مدينة العريش، ما أسفر عن مقتله وإصابة مواطن مدني تصادف مروره بسيارته وقت وقوع الهجوم.
كذلك قامت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة بالتحقيق مع ثلاثة أشخاص استطاع فريق المؤسسة توثيق بياناتهم، حيث تم إدراجهم على ذمة القضية رقم 1391 لسنة 2022.
وفي الأسبوع الأخير من شهر يوليو رصد فريق المؤسسة مقتل ضابط برتبة نقيب "محمد مظهر أحمد حسن" بعد استهدافة برصاص مسلحين غرب رفح.
كذلك خلال الأسبوع الأخير من الشهر نشر أحد عناصر "المجموعات القبلية المسلحة" الموالية لقوات الجيش مقطع فيديو يظهر طفل صغير مصاب في يده اليمنى والدماء تسيل منها، وقال "إنه سلم نفسه في منطقة كان يتحصن بها عناصر تنظيم داعش قرب منطقة المغارة في وسط سيناء".
كذلك تم تداول مقطعين مصورين الأول لسيدة قالت العناصر القبلية المسلحة الموالية للجيش انها "سلمت نفسها لهم و أرشدت عن معلومات هامة". بينما أظهر المقطع الثاني صورة عنصر مصاب وبجانبه عدد من مسلحي القبائل الذين قالوا "إنه من تنظيم داعش وسلم نفسه عقب الاشتباك معهم بمنطقة رفح".