العريش تحت المجهر: تشديدات أمنية غير مسبوقة بشمال سيناء قبل ساعات من زيارة السيسي وماكرون

تشهد مدينة العريش بشمال سيناء استعدادات مكثفة وإجراءات أمنية غير معتادة، ترقبًا لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي من المنتظر أن يصل صباح الثلاثاء 8 أبريل، حيث يستقبله رسميًا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مطار العريش، وسط ترتيبات ميدانية مكثفة وإشراف مباشر من الأجهزة السيادية. ووفقًا للمعلومات، من المقرر أن يصل الرئيس السيسي في العاشرة صباحًا، يليه الرئيس الفرنسي في تمام الحادية عشرة.

وبحسب مصادر لمؤسسة سيناء، فقد شهد شارع البحر الساحلي بالعريش – أحد المحاور الرئيسية لتحركات الوفدين – إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث تم نشر أفراد أمن بملابس رسمية "بدلات" دون مظاهر تسليح، مع تمركزات أمنية في مداخل الشوارع الفرعية وعلى أسطح المباني السكنية، وصولاً إلى ديوان عام محافظة شمال سيناء، لمسافة تمتد لأكثر من 5 كيلومترات.

وأكد مصدر في المحافظة أن الملف الأمني بات تحت إشراف مباشر من الحرس الجمهوري ووزارة الداخلية، مع تكليف الأجهزة المحلية بمهام الدعم الفني و الاستعلامي، حيث تضمنت خطة المحافظة رسم خرائط ميدانية بالأقمار الصناعية، وجمع بيانات عن أصحاب المحال والعقارات المطلة على خطوط سير المواكب الرسمية.

وفي هذا السياق، أفادت المصادر بنقل عدد من المرضى والمصابين الفلسطينيين المقيمين في عمارات السبيل غرب المدينة إلى مستشفى العريش العام، الذي يشهد إجراءات استثنائية تشمل تسليم المنشأة للشرطة العسكرية منذ صباح الإثنين، تمهيدًا لنقل الإشراف إلى الحرس الجمهوري في المساء.

وأضافت المصادر أن معظم العاملين بالمستشفى حصلوا على إجازة غير رسمية تم قيدها شكليًا كـ"حضور"، فيما طُلِب من الأطباء المبيت داخل المستشفى تحسبًا لصعوبة دخولهم في صباح يوم الزيارة. وفي سياق متصل، جرت أعمال تعقيم وتنظيف واسعة في المستشفى ومخازن الهلال الأحمر باستخدام المبيدات، بقيادة فرق الصحة الوقائية.

وأوضحت المصادر أنه تم رفع أعلام مصر وفرنسا على أعمدة الإنارة على طول طريق البحر، فيما غابت لافتات الترحيب باستثناء لافتة بارزة باسم "اتحاد القبائل"، الذي يترأسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، المقرب من النظام.

من جانبه، صرح محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، أن الرئيس الفرنسي سيقوم بتفقد المخازن اللوجستية للهلال الأحمر المصري، والتي تضم كميات ضخمة من المساعدات الموجهة لقطاع غزة، إلى جانب زيارة مستشفى العريش العام لمتابعة أوضاع المصابين الفلسطينيين.
 

وكانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت أن ماكرون سيصل على رأس وفد رفيع يضم وزراء من حقائب سيادية، وسيزور ميناء العريش للقاء ممثلي منظمات فرنسية ودولية، وعناصر من بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود، المزمع نشرها في رفح.