img
أزمة معابر غزة وصراع الإرادات.. من نجح في فرض أجندته ؟
28 أكتوبر 2023

التقرير متوفر باللغة الانجليزية​​​​​​​​​​​​​

يعيش قطاع غزة تحت حصار خانق منذ 17 عاما عقب فــوز حركــة حمــاس فــي الانتخابات التشريعية في يناير عام 2006، إذ اعتبرت إسرائيل قطاع غزة "كيانًا معاديًا" وفرضت عقوبات إضافية مسّت على نحو مباشر بالحقوق الأساسية للسكان، وشمل ذلك فرض قيود مشددة على دخـــول الوقـود والبضائع، حركـــة الأفراد مـن وإلـى القطــاع. وعلى مر السنين، عملـت السـلطات الإسرائيلية علـى ترسـيخ سياسـة عـزل قطـاع غـزة، مـن خـلال فصلـه عـن الأراضي الفلسطينية في الضفـة الغربيـة والقدس الشرقية، إلى جانب التحكم في كمية ونوعية البضائع والمواد التي تدخل إلى قطاع غزة وحظر المئات منها، ما تسبب بركود اقتصادي شامل في القطاع، وارتفاع حاد في معدلات الفقر والبطالة. وعلاوة على ذلك، أثّر الحصار الإسرائيلي على نحو خاص على القطاع الصحي في غزة، إذ لا تتوفر كثير من الأصناف واللوازم الطبية الأساسية، ويضطر كثير من المرضى للانتظار لأشهر لإجراء العمليات الجراحية. وخلال سنوات الحصار، شنّت إسرائيل أربعة هجمات عسكرية مدمّرة على القطاع، أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير عشرات آلاف المنازل والمنشآت المدنية، وأحدثت دمارًا واسعًا في مرافق البنى التحتية.

بموجب القانون الدولي، ما يزال قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من الانسحاب أحادي الجانب من القطاع عام 2005، وبدلاً من القيام بواجبها في حماية السكان المدنيين، فرضت إسرائيل على السكان في قطاع غزة شكلًا غير مسبوق من أشكال العقاب الجماعي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

يتصل قطاع غزة بالعالم الخارجي عبر ثلاثة معابر، عقب اندلاع الحرب الجارية يوم 7 أكتوبر، تم إغلاق اثنين من المعابر مع إسرائيل لأجل غير مسمى، وهما معبر إيريز في شمال غزة ومعبر كرم أبو سالم في الجنوب. أما الثالث، وهو معبر رفح البري مع مصر، فقد أصبح الآن الخيار الوحيد المحتمل لإيصال المساعدات الإنسانية.

ورغم تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ظل تدفق المواد الاغاثية محدودا للغاية. قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إن هناك حاجة ماسة لـ 100 شاحنة مساعدات يوميًا لمساعدة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.

معبر رفح منذ بداية الأزمة

لقد أصبح معبر رفح محور التركيز فيما يتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، حيث انه المعبر الحدودي الوحيد في غزة الذي لا يؤدي مباشرة إلى إسرائيل. بدلاً من ذلك، يوفر طريقًا إلى شبه جزيرة سيناء في مصر.

ورغم تعرض معبر رفح للإغلاق عدة مرات بسبب القصف الإسرائيلي، فمن وجهة نظر مصر، معبر رفح ظل مفتوحا بشكل  رسمي من الجانب المصري ولم يغلق. وألقى باللوم على القصف الجوي الذي جعل المعبر "غير قابل للاستخدام" وغير آمن لعبور شاحنات المساعدات إلى غزة.

 

المسار الزمني لأحداث المعابر البرية بين مصر وغزة وإسرائيل منذ اندلاع الأزمة

  • الأحد 8 أكتوبر:  قامت جمعية الهلال الأحمر المصري بتاريخ 8 أكتوبر بتسليم جمعية الهلال الاحمر الفلسطينى مجموعة من المساعدات الطبية الطارئة وذلك استجابة منها لتداعيات الأحداث بقطاع غزة، حيث تم تسليم المساعدات عبر معبر رفح البري بحضور ممثلين من الهلال الأحمر الفلسطيني.

 

  • الاثنين 9 أكتوبر: توقف معبر رفح بين مصر وغزة بعدما قصفت طائرات إسرائيلية الجانب الفلسطيني من المعبر مساء الاثنين في حدود الساعة 6:50 بتوقيت القاهرة، وتسببت في تعطيل العمل به مؤقتًا لعدة ساعات. أثناء تواجد الموظفين بداخله، ولم يسجل سقوط أي ضحايا من العاملين بالمعبر.

 

  • الثلاثاء 10 أكتوبر:  استئنف العمل في المعبر صباح الثلاثاء لعدة ساعات، حتى قام الجيش الاسرائيلي بقصفه للمرة الثانية في حدود الساعة 12:30 ظهرا بتوقيت القاهرة، أعقبها هجمة ثالثة في حدود الساعة 3:59 مساء بتوقيت القاهرة. على إثر ذلك أعلنت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري لأجل غير مسمى، كما طلبت من المسافرين الفلسطينيين المسجلين في قوائم السفر بالعودة إلى غزة. كما تسبب القصف الإسرائيلي للمعبر في إصابة أربعة عمال مصريين كانوا يقومون بأعمال صيانة للأضرار التي لحقت بالمعبر نتيجة القصف. وكانت مؤسسة سيناء قد حصلت على فيديو خاص يوضح انسحاب شاحنات الوقود والمواد الاغاثية المصرية من محيط معبر رفح البري عقب توجيه اسرائيل تحذيرا إلى السلطات المصرية بأنه إذا أدخلت إمدادات إغاثية إلى قطاع غزة فسوف يتم قصف الشاحنات، حسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية. على إثر ذلك أعلنت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري لأجل غير مسمى، كما طلبت من المسافرين الفلسطينيين المنتظرين في الجانب الفلسطيني من المعبر والمسجلين في قوائم السفر لهذا اليوم، تعذر سفرهم. كما قالت المصادر ذاتها أن السلطات المصرية أبلغت نظيرتها في غزة بضرورة الإخلاء الفوري لمعبر رفح في الجانب الفلسطيني لوجود تهديدات على حياة العاملين فيه.

 

  • الخميس 12 أكتوبر: حصلت مؤسسة سيناء على فيديو خاص يظهر وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود مع قطاع غزة، وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لمؤسسة سيناء بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة لمنطقة رفح الحدودية ظهر اليوم الخميس، وقالت المصادر إن التعزيزات اشتملت على ضباط وجنود وآليات عسكرية وعربات جيب ودبابات. وحصلت مؤسسة سيناء على فيديو يظهر جزء من تلك التعزيزات العسكرية أثناء مرورها بمدينة العريش وهي في طريقها إلى مدينة رفح الحدودية، المجاورة لقطاع غزة.

 

  • السبت 14 أكتوبر:  حصلت مؤسسة سيناء على صور حصرية تظهر قيام الجيش المصري بإغلاق بوابة معبر رفح البري من الجانب المصري بإنشاء حواجز إسمنتية مرتفعة أمام المعبر، وتعزيزات عسكرية على طول الحدود مع قطاع غزة. كما أفادت مصادر لمؤسسة سيناء بمعبر رفح البري، برفض السلطات المصرية السماح لحملة الجنسية الأجنبية من عبور معبر رفح الحدودي إلا بعد الاتفاق على فتح المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.


 

  • الإثنين 16 أكتوبر: قام الطيران الاسرائيلي بقصف معبر رفح البري للمرة الرابعة في حدود الساعة 2:30 بتوقيت القاهرة. وفق تحليل قام به مختبر التحقيقات الرقمية بمؤسسة سيناء استهدف بشكل مباشر الحواجز الخرسانية التي وضعها الجيش المصري أمام البوابة الداخلية للمعبر من الجانب المصري ما أدى لتدميرها. كما أدى الخلاف على بعض التفاصيل أثناء المفاوضات الى تعثر اتفاق فتح معبر رفح البري، بسبب إصرار الجانب الإسرائيلي على تفتيش جميع شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية قبل دخولها إلى قطاع غزة. كما أعلنت مصر على أنها لن تفتح معبر رفح لخروج حاملي الجنسيات المزدوجة من غزة إلا عند فتح المعبر لدخول المساعدات الإغاثية وعمل المعبر بوتيرته الطبيعية في استقبال الفلسطينيين.

 

  • الجمعة 20 أكتوبر:  حصلت مؤسسة سيناء على فيديو حصري من داخل معبر رفح البري، لأعمال الإصلاح وتمهيد الطريق الداخلي بين الجانبين المصري والفلسطيني، استعدادا لفتح المعبر لإدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب على القطاع.

 

  • السبت 21 اكتوبر: القافلة الأولى من المساعدات الإنسانية شهدت أزمة المعبر انفراجة مفاجئة، حيث سمحت إسرائيل دخول القافلة الأولى المكونة من 20 شاحنة تحتوي على مساعدات طبية ومواد غذائية إلى غزة عبر معبر رفح البري، للمرة الأولى منذ اغلاق المعبر عقب اندلاع الحرب.

 

  • الأحد 22 اكتوبر: القافلة الثانية من المساعدات الإنسانية استمر تدفق المساعدات بشكل محدود عبر معبر رفح لليوم الثاني على التوالي، حيث وثقت المؤسسة بالفيديو لحظة تسلم الجانب الفلسطيني لـ 14 شاحنة من المواد الطبية والغذائية، في حضور عدد من موظفي وكالة الأونروا UNRWA والهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة. علمت مؤسسة سيناء من مصادر مطلعة، أن اتفاقا عقد بين الجانبين المصري والإسرائيلي برعاية أمريكية يقضي بأن تمر الشاحنات من معبر رفح إلى معبر نيتسانا الاسرائيلي من أجل فحص وتفتيش محتويات الشاحنات قبل دخولها إلى قطاع غزة. إلا أن الاتفاق لم يطبق على القافلة الثانية بسبب هجوم إسرائيلي على موقع عسكري مصري عن طريق الخطأ بالقرب من منطقة كرم أبو سالم في الطريق الواصل بين معبري رفح و نيتسانا، مما أدى لادخال القافلة الثانية عبر معبر رفح.

 

آلية أممية دخول المساعدات

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة OCHA، أنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين جميع أصحاب المصلحة، فإن الآلية الجديدة المتبعة حاليا فى دخول المساعدات، هي دخول الشاحنات إلى معبر رفح إلى معبر نيتسانا الإسرائيلي من أجل فحصها وتفتيشها ثم العودة إلى معبر رفح المصري ثم تسليمها إلى الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني في غزة.

 

  • الإثنين 23 اكتوبر: القافلة الثالثة من المساعدات الإنسانية مصدر في الهلال الأحمر أبلغ مؤسسة سيناء، بأن 20 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري توجهت نحو معبر نيتسانا في الجانب الإسرائيلي في حدود الساعة 10:00 صباحا بتوقيت القاهرة، من أجل قيام السلطات الاسرائيلية بفحص محتويات القافلة. وأضاف المصدر، أنه عقب انتهاء فحص المساعدات ستتجه الشاحنات الى قطاع غزة تتسلمها وكالة الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني في معبر رفح من الناحية الفلسطينية. في وقت لاحق من مساء الأثنين، رصدت المؤسسة لحظة دخول القافلة الثالثة من المساعدات الإغاثية لقطاع غزة  في حدود الساعة 4:15 مساء، مما يعني أن رحلة نقل المساعدات وتفتيشها بين معبري رفح و نيتسانا استغرقت قرابة 6 ساعات.

 

  • الثلاثاء 24 اكتوبر: القافلة الرابعة من المساعدات الإنسانية قال مصدر في الهلال الأحمر لمؤسسة سيناء، أن 20 شاحنة، تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري توجهت في حدود الساعة 9:00 صباحا نحو معبر نيتسانا في الجانب الإسرائيلي، من أجل الفحص والتفتيش. هذه المرة تعطلت الشاحنات لفترة طويلة في الجانب الإسرائيلي، ولم تصل بنهاية اليوم.

 

  • الأربعاء 25 اكتوبر: وصول الجزء الأول من القافلة الرابعة إلى غزة و انطلاق القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية وصل الجزء الأول من قافلة المساعدات الرابعة عبارة عن 8 شاحنات إلى قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي الأربعاء، بعد مرور 15 ساعة بعد تحركها من الجانب المصري، بمعنى أن هذه الشاحنات بقيت داخل معبر نيتسانا من أجل الفحص مدة لا تقل عن 13 ساعة. بينما انطلقت القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية والمكونة من 20 شاحنة، من معبر رفح البري بالجانب المصري يوم الأربعاء في حدود الساعة 12 ظهرا، في طريقها إلى معبر نيتسانا الاسرائيلي من أجل التفتيش قبل دخولها للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري في قطاع غزة.

 

  • الخميس 26 اكتوبر: وصول الجزء الثاني من قافلة المساعدات الإنسانية الرابعة إلى غزة كشفت مصادر في معبر رفح البري لمؤسسة سيناء عن وصول 12 شاحنة مساعدات محملة بمساعدات إنسانية، كجزء من القافلة الرابعة للمساعدات في حدود الساعة 11:00 من ظهر يوم الخميس، والتي ظلت محتجزة في معبر نيتسانا بالجانب الإسرائيلي لمدة تصل إلى 50 ساعة كاملة. فيما لم يصل قطاع غزة أي شاحنة من القافلة الخامسة والتي انطلقت من معبر رفح البري صباح صباح الأربعاء في طريقها للتفتيش بمعبر العوجا / نيتسانا في الجانب الاسرائيلي.

 

  • الجمعة 27 اكتوبر: وصول الجزء الأول من قافلة المساعدات الإنسانية الخامسة إلى غزة، أشار مصدر بمعبر رفح البري لمؤسسة سيناء، الى دخول وفد طبي مكون من 10 أطباء يحملون جنسيات ( فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، الدنمارك وسويسرا" من معبر رفح إلى قطاع غزة للمساهمة في إجراء عمليات جراحية دقيقة لضحايا القصف الإسرائيلي الجوي على قطاع غزة. كما وصل إلى قطاع غزة 10 شاحنات محملة بمساعدات إغاثية في حدود الساعة 11:26 من ظهر يوم الجمعة، هي جزء من القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية والتي انطلقت في وقت مبكر من ظهر الأربعاء من معبر رفح الى معبر نيتسانا الإسرائيلي بعد مرور حوالي 48 ساعة ، فيما لم تصل 10 شاحنات لا تزال محتجزة في معبر نيتسانا في الجانب الإسرائيلي، دون معرفة أسباب تأخر عبورها أو موعد وصولها للقطاع.

 

الآلية الجديدة لعبور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة (رفح - نيتسانا - رفح)

 

تظهر صورة القمر الصناعي، يتكون المعبر المصري من بوابتين يفصل بينهما نحو 430 متر،  تم إنشاء حواجز حديثة على كلا البوابتين بعد أحداث يوم السابع من أكتوبر. منذ بداية وصول المساعدات تقف عشرات الشاحنات في طابور الانتظار قبل البوابة الاولى، أي بعيدا عن الخط الحدودي بنحو 500 متر تقريبا.

الآلية القديمة والتي نظمت عبور القافلتين الأولى والثانية من الشاحنات يومي 21 و 22 أكتوبر، عبر معبر رفح من الجانب المصري إلى قطاع غزة بصورة مباشرة في غضون دقائق قليلة. 

بينما حددت الآلية الجديدة مسارا مختلفا اتبعته شاحنات المساعدات للقوافل الثالثة والرابعة والخامسة. حيث تحركت الشاحنات عبر البوابة الاولى من معبر رفح المصري ثم اتجهت جنوبا نحو معبر نيتسانا من أجل خضوعها للفحص الأمني بواسطة الجانب الإسرائيلي، ثم عادت مرة أخرى إلى معبر رفح المصري لتمر عبر البوابة الثانية إلى داخل قطاع غزة.​​​​​​​

​​​​​​​​​​​​​​ تظهر الصورة السابقة التي حصلت عليها المؤسسة بتاريخ 17 أكتوبر وقوف الشاحنات قبل البوابة الاولى على اليسار . بموجب الاتفاق الجديد فان الشاحنات بمجرد عبورها البوابة الاولى تتجه جنوبا نحو معبر العوجة /  نيتسانا للتفتيش.

يبعد معبر نيتسانا عن معبر رفح نحو 47 كم، ما يعني أن الطريق يستغرق نحو ساعة ونصف ذهابا وايابا. قامت المؤسسة بحساب المدة التقريبية منذ عبور الشاحنات من البوابة المصرية الاولى ثم التوجه نحو الجنوب للتفتيش ثم العودة لعبور البوابة الثانية ومن ثم الى الاراضي الفلسطينية والتي استغرقت بشكل إجمالي نحو 6 في القافلة الثالثة، 50 ساعة في القافلة الرابعة و 23 ساعة لوصول الجزء الأول من القافلة الخامسة. 

​​​​​​​


ماذا حدث بعد سريان الشروط الإسرائيلية في الآلية الجديدة؟

قالت مصادر لمؤسسة سيناء أن الجانب الاسرائيلي رفض اقتراحا مصريا بوجود مراقبين أمريكيين أو تابعين للأمم المتحدة للإشراف على عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري. كما رفضت أيضا وجود كاميرات مراقبة اسرائيلية داخل المعبر لمتابعة حركة دخول المساعدات، وأصرت على ذهب الشاحنات إلى معبر نيتسانا للتحقق من حمولتها قبل دخولها إلى القطاع.

وكانت "اتفاقية المعابر" التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، في 15 نوفمبر 2005  قبل سيطرة حماس على قطاع غزة، تنص على وجود بعثة مراقبين أوروبيين، وكاميرات مراقبة إسرائيلية في معبر رفح. منذ منتصف عام 2006، في أعقاب اختطاف حركة حماس، للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، منعت إسرائيل المراقبين الأوروبيين من دخول غزة، ومنذ ذلك الوقت يعمل المعبر المفتوح جزئيا دون الاعتماد على أي اتفاقية، حيث تفتحه السلطات المصرية على فترات للحالات الإنسانية.
 

ما سبب تعطل الشاحنات في المعبر الاسرائيلي ؟

من خلال المصادر التي تحدثت إليها مؤسسة سيناء، يبدو أن الجانب الإسرائيلي لديه رغبة في اظهار نفسه كطرف متحكم في دخول المساعدات الانسانية الملحة التي يحتاجها قطاع غزة المحاصر والذي يعيش ظروف إنسانية قاسية، من أجل استخدام المعابر كورقة في أي مفاوضات سياسية لوقف إطلاق النار أو مفاوضات الأسرى من الجانبين، كما تريد اسرائيل من إحكام الحصار على المدنيين في غزة ان تضعف من الجبهة الداخلية في القطاع من أجل الضغط على حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية.

تحدثت المؤسسة مع أحد التجار المصريين الذي يعمل في مجال الاستيراد والتصدير عبر معبر العوجة/ نيتسانا من أجل الوقوف على طبيعة الإجراءات الأمنية داخل المعبر والمدة الزمنية التي يستغرقها. أفاد المصدر أن المعبر في الظروف العادية لا تستغرق فيه إجراءات التفتيش والجمارك أكثر من 5 ساعات. فيما تحدث أحد السائقين الذي قاد شاحنة خلال الأيام الماضية عبر معبر نيتسانا أن " الجنود الاسرائيليين بيتسلوا وبيضيعوا وقت لإطالة وقت الانتظار في المعبر".

 

نشر حساب إليور ليفي، محرر الشئون الفلسطينية في قناة "كان" الإسرائيلية تغريدة عبر موقع X مرفق بها صورة تظهر عمليات تفتيش يدوي يقوم بها جنود إسرائيليون في معبر نيتسانا لصناديق تحتوي على مساعدات إغاثية قبل دخولها إلى قطاع غزة، فيما أكد رجل الأعمال المصري أن عمليات التفتيش داخل معبر نيتسانا تتم عبر أجهزة تفتيش إلكترونية.
 

 

 



الكلمات المفتاحية