img
انتهاكات الأسبوع الثاني من أغسطس في سيناء

الملخص:

وقع عدة مواطنين من سيناء ضحية لعنف شّنه أطراف النزاع في الأسبوع الثاني من أغسطس، إذ قام تنظيم "الدولة الإسلامية في سيناء" باختطاف وتغييب "مدني" من أهالي مركز بئر العبد. 

إلى جانب ذلك، وثقت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان قيام نقطة عسكرية تابعة للجيش المصري بإطلاق نار عشوائي نتج عنه عملية قتل خارج نطاق القانون، والعديد من الإصابات، ذهب ضحية ذلك طلاب لا تتجاوز أعمارهم الـ16 عاما بالقرب من قرية "الهميصة" التابعة لمدينة بئر العبد غربي سيناء.

كما تابعت قيام الجيش بتجريف وإزالة العديد من المزارع في قرية تتبع لمركز الشيخ زويد شرقي سيناء، بدعوى حجبها للرؤية واستخدام المسلحين لها للتسلل واستهداف عناصر متعاونة مع القوات الأمنية.

تفاصيل الانتهاكات:

2020.08.08

اختطف عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في سيناء" المواطن "أشرف حسونة عبدالله حسونة"، من قرية الجناين، بزعم تعاونه مع الجيش، ولم يُعرف مصيره حتى لحظة كتابة التقرير.

ويقوم التنظيم المتشدد بقتل أو تهديد ومعاقبة كل من يشتبه بأنه يتعاون مع الجيش والحكومة؛ أو يعتنق مذاهب وتفسيرات أو معتقدات يراها مخالفة غير مقبولة له، وكثيرًا ما سجلت حالات إعدام خارج نطاق القضاء ومعاقبات جماعية ذهب ضحيتها السكان المحليين.

 

2020.08.10

أطلقت النار نقطة عسكرية تابعة للجيش، تقع بين قريتي الهميصة وأبو جلود في مركز بئر العبد الواقعة غرب سيناء، على سيارة نقل "ميكروباص" تحمل مدنيين معظمهم طلاب في المرحلة الثانوية كانوا في طريقهم للمدرسة.

قابلت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان أحد الطلاب ممن كانوا يستقلون الحافلة، والذي قال: أثناء مرورنا عند طريق فرعي، أطلق الرصاص علينا، لم نكن نعرف ما الذي يحدث، تناثرت الدماء في كل مكان، بعد توقف السيارة خرجنا منها مسرعين وتبيّنا أن مصدر الإطلاقات النارية كانت قوة من الجيش تقوم بواجب أمني جنوب قرىتي "قاطية" و"المريح" التي يسيطر عليهما حاليًا عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في سيناء".

كما أضاف شاهد عيان للمؤسسة : لم يحصل المصابون على الرعاية الطبية العاجلة بسبب وجود عمليات قصف بري وتدخل جوي كثيف شهدتها المنطقة، وتأخر نقل المصابين إلى نقطة الإسعاف لمدة ساعة، لينقلوا بعد ذلك إلى نقطة إسعاف تقع في قرية "6 أكتوبر". 

مصادر طبية كشفت لمؤسسة سيناء: أن سيارة الإسعاف نقلت 4 طلاب، أحدهم توفي، و3 آخرين بإصابات متفاوتة منهم فتاة في وضع حرج، وهم كل من:

وفاة:

الطالب "أحمد السيد عبدالعزيز"، البالغ من العمر 16 عامًا بطلق ناري في الصدر.

المصابون:

الطالب "علاء نصر سلمي"، ١٦ عام ، مصاب بعيارات نارية في أماكن متفرقة في الجسد؛ إصابته حرجة.

الطالب "محمود مهني سليمان"، ١٦ عام ،مصاب بطلق ناري في الساعد الأيسر.

الطالبة "إسراء إبراهيم حسان"، ١٦ عام ، مصابة بطلق ناري في البطن، والتي خضعت لعملية جراحية دقيقة.

نادرًا ما يتم التحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة من يرتكبها من صفوف القوات الحكومية، كما لا يسمح بالإعلان عن وقوعها في الإعلام المحلي، ويُعد القتل عند نقاط التفتيش العسكرية أو عبر إطلاقات النار العشوائية من هذه الأماكن جرائم مروعة شائعة الوقوع في سيناء، وعلى الرغم من هذا لم يتم تسجيل أية محاكمة بحق مرتكبيها، مما يعد مخالفة صارخة للصكوك العالمية والقوانين المحلية والدولية الملزمة لمصر، ومنها الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والذي أوجب في مادته الرابعة وجوب صون وضمان الحق بالحياة للمدنيين في جميع الأوقات، بما ذلك أثناء النزاعات، كما اعتبرته "اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان" ركيزة أساسية لكل الحقوق وغير قابل للتقييد.

 

 

2020.08.11

وفي واقعة أخرى جرت خلال الأسبوع، ترفع من التكاليف الباهظة التي يدفعها المدنيون في سيناء، أقدمت جرافات للجيش على تجريف وإزالة مزارع للزيتون في محيط تجمع "العراجين"، جنوب قرية أبو طويلة، التابعة لمركز الشيخ زويد شرقي سيناء، مما أدى إلى خسارة 18 مزرعة في المنطقة وتفجير 5 بيوت غير مأهولة.

أفاد أحد المزارعين بالقرية لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان؛ أن بعض ملاك هذه المزارع أجبرهم عناصر من الجيش على قص أشجارهم بأنفسهم، وهي التي تعد بمثابة مصدر رزقهم الوحيد، مشيرًا إلى أن المزارعين كانوا ينتظرون جمع محصولهم وبيعه بعد شهر، وأن ذلك يُعد مؤشرًا متعارف عليه يستبق ترحيلهم إلى مناطق أخرى كما حصل في مناطق عدة من شمالي سيناء. 

فيما اشتكى لنا شاهد عيان آخر، وهو مالك لإحدى المزارع، بأنه فقد مصدر رزقه الأهم، وأن لا أحد وعده بتقديم تعويض عادل، والعديد من المزارع التي جرى فيها نفس الأفعال لم يتم تعويض مالكيها عن الأضرار التي لحقتهم، بعضهم جرى تجريف مزرعته قبل عامين ولم يقدم له أي تعويض.

أما عن سبب تجريف هذه المزارع، فقد فسّر لنا أحد النشطاء المحلييين سبب ذلك أن "البشمرجة"، وهو لقب محلي يطلقه الأهالي على المتعاونين مع الجيش من المدنيين، زعموا بأن الأشجار تحجب الرؤية عن ارتكاز للجيش يقع بالقرب من المنطقة، وأن مسلحين من "داعش" سبق لهم وأن تسللوا من هذه المزارع وقتلت عددًا من "البشمرجة".

تعتبر أعمال التجريف والهدم في الأراضي والممتلكات المدنية، والتي تقوم بها السلطات في سيناء، أحد أهم أسباب التهجير والنزوح من المنطقة، إذ حوّلت مساحات زراعية منتجة واسعة تشغّل الكثير من السكان، إلى مناطق صحراوية معطلّة هجرها الناس الذين لم يقدم لمعظمهم أي تعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم. ووفقًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعام 1966، في مادته (5)، فقد حظر على أي دولة أو جماعة أو أشخاص قيامهم بأي فعل أو نشاط "يهدف إلى إهدار أي من الحقوق أو الحريات المعترف بها في هذا العهد.."، والتي من بينها أسباب العيش الخاصة للمدنيين.



الكلمات المفتاحية


مقالات متعلقة