ملخص:
قابل فريق المؤسسة 5 من السكان المحليين أثناء إعداد هذه النشرة الأسبوعية، اشتكى ثلاثة من شهود العيان من دوريات الجيش التي أقدمت على نسف وتفجير بيوت غير مأهولة في قرى تابعة لمدينتي "الشيخ زويد" و"رفح"، تقع جميعها خارج نطاق المنطقة العازلة التي تبعد 5 كم عن الحدود مع قطاع "غزة". وهي حالة بدأت منذ مطلع سبتمبر الماضي وتابعتها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان وحصلت على إفادات لشهود عيان نشرت بعضها في التقرير الشهري.
اشتكى اثنين من السكان المحليين من استمرار تحويل سيناء إلى بيئة صعبة غير جاذبة للعيش والحياة، وأوضحا عبر شهاداتهما أن هناك قيوداً غير معلنة يعانون منها إلى جانب حظر التجوال المفروض على شمالي سيناء منذ 24 أكتوبر 2014.
تفاصيل الانتهاكات:
تعويق حرية التنقل في "بئر العبد" دون أساس قانوني
2020.10.01
كشفت شهادات اثنين من السكان المحليين من مدينة "العريش" أن الكمائن الواقعة في الطريق الدولي في اتجاه "بئر العبد" تمنع تنقلهم ليلاً خلافاً للقانون ودون وجود أي داعِ أمني أو قانون ساري يتيح ذلك.
تفرض السلطات المصرية حظراً للتجوال في "رفح" و"الشيخ زويد" وبعض مناطق وسط سيناء بموجب القرار 367 الصادر في 24 أكتوبر 2014، وهو يبدأ منذ الساعة 7 مساءا وحتى 6 صباحا، إلا أن "العريش" يبدأ فيها في 1 صباحاً إلى 5 صباحا. لا يشمل هذا القرار قرى ومناطق "بئر العبد".
قال مسافر يبلغ من العمر 30 عاما، أنه انطلق من "العريش" في حوالي الساعة 21:00 ولكنه فوجئ عند منطقة كمين "جعل" المشرفة على مدينة "بئر العبد" من الاتجاه الشرقي بإغلاق الطريق من قبل النقطة العسكرية، وطلب الجنود من السائقين والمسافرين الانتظار حتى الصباح في سياراتهم في الشارع المظلم، مضيفاً أن بعض السيارات كانت تضم أطفالاً ونساء.
رواية هذا المسافر تطابقت مع أخرى، إذ أفاد شاهد عيان أن هذا الإجراء يتم في الكمائن التي تقع في نطاق مركز "بئر العبد" على الطريق الدولي، ولا يسمح للسيارات بالتحرك ليلاً، مع تشديد هذا الإجراء على الوافدين من خارج محافظة شمال سيناء أو من المسافرين من "العريش".
على الرغم من محافظة شمالي سيناء ترزح تحت وطأة عمليات عسكرية بدأت منذ 2013 وما زالت، إلا أن استمرار منع السكان من الحصول على حقوقهم الأساسية يعتبر مؤشراً لصعوبة العيش في المنطقة، تضمن المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجوب إتاحة حرية التنقل للجميع وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة.
تدمير أعيان مدنية في محيط "رفح" وأطراف "الشيخ زويد"
2020.10.02
واصلت فرق تابعة للجيش المصري القيام بتفجير عدد من المنازل السكنية المهجورة، في نطاق مدينة "رفح" وأطراف مدينة "الشيخ زويد".
ذكر شاهد عيان يبلغ من العمر 36، لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أن مدرعات للجيش انطلقت من الكمائن في نطاق قريتي "الوفاق و"المطلة" غير المأهولتين، الواقعتين خارج نطاق المنطقة العازلة التي تمتد لمسافة 5 كم عن الحدود مع قطاع "غزة" تجاه الغرب، وأضاف أن مشاهد تفجير البيوت مستمرة منذ أكثر من شهر.
وفي ذات السياق، تحدث الينا اثنين من السكان المحليين محليين أن دوريات من الجيش الجيش أقدمت على تفجير بيوت غير مأهولة في محيط قرى "العكور" و"أبو طويلة" و"الشهاوين" و"العلاوين" جنوب شرق "الشيخ زويد" وكلها مناطق تبعد عن المنطقة العازلة بمسافة كبيرة.
أحد شهود العيان أضاف: "لقد هربنا من القرى الواقعة جنوب مدينة الشيخ زويد خوفاً على حياتنا وحياة أطفالنا بسبب الإشتباكات، كنا نتصور أنها مجرد أيام أو شهور قليلة وسنعود مرة ثانية، تعاونت أنا وأخي مع الجيش المصري قبل نزوحنا في رصد تحركات التكفيريين في قريتنا، لم أكن أتصور أن يأتي اليوم الذي نرى فيه جيشنا يقوم بهدم منازلنا بدون سبب!، لم يتحدث الينا أحد أو يوضح لماذا هدمت منازلنا رغم أن قريتنا بعيدة تماماً عن المنطقة العازلة والحدود، ما يحدث اليوم هو فرض أمر واقع بهدف اقتلاع جذورنا من المنطقة، ما يؤكد عدم وجود نوايا حكومية، لعودة الأهالي إلى قراهم مستقبلاً".
يحظر القانون الإنساني الدولي في النزاعات الدولية وغير الدولية استهداف وتدمير الأعيان المدنية، ومن بينها المنازل، ما دامت لم تستخدم لأغراض عسكرية، وقد أكد على حمايتها في عدة معاهدات واتفاقيات، منها ما ورد في الفقرة (1) من المادة 52/الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977.