img
انتهاكات الأسبوع الثاني من يناير في سيناء

الملخص:

سجلت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان في الأسبوع الثاني من يناير وقوع 4 انتهاكات، 3 منها قام بها تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة.

أول الانتهاكات وقع في قرية الظهير بالشيخ زويد، حيث قتلت عمدا فتاة تبلغ من العمر 25 عاما بإطلاق رصاص صدر من كمين عسكري يتبع لقوات إنفاذ القانون المصرية يتمركز في المنطقة. من جانب آخر فقد أفضى لغم أرضي يرجح أن تنظيم داعش هو من زرعه في قرية تفاحة التابعة لبئر العبد إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين من النازحين العائدين مؤخرا لمزارعهم. كما أقدم التنظيم على قتل مدنيين اثنين بدعوى تعاونهما مع القوات الأمنية وخطف اثنين آخرين في قرية الشلاق التابعة للشيخ زويد. ​​​​​​​

تفاصيل الانتهاكات:

أ- انتهاكات السلطات وقوات إنفاذ القانون المصرية:

قتل عمد غير قانوني في قرية الظهير بالشيخ زويد

2021.01.15

أفضى إطلاق نار صدر من كمين "حسان" العسكري الواقع في قرية الظهير جنوب الشيخ الزويد إلى مقتل مدنية تعمل كراعية أغنام تدعى دلال حسن نصر، وتبلغ من العمر 25 عام. قال شاهد عيان من سكان القرية في مقابلة مع فريق المؤسسة:

"قتلوا البنت بالرصاص وهي بترعى الغنم في طرف البيوت، العساكر في كمين "حسان" مش عارف ليه بينقي الأهالي بالرصاص وهو عارف كل حركة في القرية وعارفين الأهالي بالواحد، البنت اسمها دلال حسن نصر عمرها حوالي 25 عام، مش متزوجة، الرصاص صابها فى الصدر وماتت على طول، اليوم هذا ما كان فيه أي اشتباكات بين الجيش وتكفيريين، ما شفت اي مسلحين بالقرية، وهذي مش أول مرة نفس الكمين يقتل ناس مسالمين من الأهالي، تم نقل البنت لمستشفى الشيخ زويد ومنه للعريش ثم أخذوا الجثة إلى بورسعيد علشان الطبيب الشرعي".

وفقاً للشهادة، فإن من الواضح عدم وجود ما يستدعي استخدام القوة المميتة تجاه الفتاة، حيث لم يلاحظ تواجد كما أي تواجد لمسلحين أو مصدر تهديد في محيط الواقعة، كما أن الفتاة من المعروفين للكمين العسكري ومن المعتاد قيامها بهذه الأعمال مما يجعل الفعل يرقى إلى درجة القتل العمد غير القانوني.

يعتبر الحرمان التعسفي من الحق في الحياة انتهاكا لحقوق الإنسان، فالحق في الحياة مكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بموجب المادة 3، وفي المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فلا يجوز التذرع بالظروف الاستثنائية لتجاوز ذلك.

وتستلزم أعمال القتل التي تقع على أيدي قوات إنفاذ القانون خارج أحوال النزاع المسلح وجوب فتح تحقيق فوري وعرض المتهمين إلى القضاء تمهيداً لمحاكمتهم والحصول على قرار عادل يُنصف الضحايا وذويهم. إلا أن ذلك لم يحدث في سيناء، فلم يُعرف اتخاذ السلطات لمثل هذه الإجراءات، بل تَعمدُ إلى تضيع حق الضحية بتقييد الواقعة ضد مجهول، مما يحرم الضحية أو ذويه من أية حقوق تتناسب مع الحادثة إضافة إلى حماية المسؤولين عنها من أية مساءلة قضائية.

 

ب- انتهاكات تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش:

1- أسلحة عشوائية لا تمييزية تخلّف قتلى ومصابين في قرية تفاحة التابعة لبئر العبد

2021.01.08

أدى انفجار لغم في قرية التفاحة إلى مصرع مواطن وإصابة 3 آخرين، وذلك بعد أن سمحت لهم قوات من الجيش بالعودة إلى مزارعهم بعد نزوحهم القسري منها منذ أكثر من عام.

والضحايا هم كل من:

1- عساف عميري سليمان، 38 عام. (القتيل)

2- عمر موسي عميره.(مصاب)

3- محمد صقر عميره. (مصاب)

4- محمد ابراهيم عميره.(مصاب)

 

 هذه الواقعة مماثلة تماماً لما جرى أثناء عودة المدنيين النازحين من قرى "الجناين" و"قاطية" و"إقطية" و"المريح"، إذ أدت عبوات ناسفة زرعها تنظيم داعش إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، في الوقائع التي وثقتها مؤسسة سيناء ميدانياً ونشرت عن ذلك في بيانات وتقارير سابقة.

قال أحد السكان المحليين في شهادته: "الانفجار حصل في عنبر بتاع فراخ، عساف اللي مات شاف اللغم هو والمصابين،  قاموا بالتواصل مع قوات الجيش عشان يجوا يفككوا اللغم، وقبل ما يوصل الجيش، حاول "عساف" تصوير اللغم الأرضي بتليفونه المحمول، و أثناء تصويره داس على لغم تاني كان جنبه، أنفجر اللغم ووقع كمان سقف مزرعة الفراخ فوقهم، وعربية الإسعاف وصلتهم بعد حوالي 50 دقيقة، رحنا بسيارتنا وراهم على المستشفى و لحقونا أهالي الضحايا أمام مستشفى بئر العبد، أهالي الضحايا كانوا غضبانين من ان الجيش مطهرش "تفاحة" من الألغام و صار ولادنا يموتوا زي ما صار في قاطية وإقطية، حصل مشادات بين الأهالي و عساكر من الجيش ، بعدها الجيش أطلق النار في الهواء لتفريق الناس".

وفي واقعة مشابهة جرت في مدينة رفح بتاريخ 2021.01.09، أصيب المواطن أحمد صالح سلامة ابو رياش، البالغ من العمر 28 عام، باصابات طفيفة جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء قيادته سيارة تقل صهريج مياه شرب.

يعمد تنظيم داعش إلى استخدام اسلحة عشوائية لا تمييزية تطال المدنيين والمقاتلين على حد سواء، وهو سلوك خطير أفضى إلى وقوع ضحايا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وهو ما يخالف للقانون الإنساني الدولي الذي أوجب التمييز بين المدنيين والمقاتلين خلال أي نزاع، وهو مبدأ أساسي يلزم جميع أطراف النزاع المسلح، ويبقى نافذًا مهما كانت طبيعة الصراع و الأطراف المنخرطة به، وهو ما أكدته المادة 48 من الملحق الأول الإضافي لاتفاقية جنيف 1977.

يقع على عاتق السلطات المصرية عمومًا، والقوات المسلحة خصوصًا، واجب تأمين المنطقة تأميناً فعلياً تاماً لضمان حماية الأرواح، يتعين عليها ضمان عدم تكرار هذا النوع من الحوادث، إذ تشير هذه الوقائع إلى أنها أخفقت في أداء التزامها بحماية المواطنين وضمان عودتهم بآمان إلى مناطقهم. تجدر الإشارة إلى أن القانون الإنساني الدولي يُلزم جميع أطراف النزاع التي تسيطر على أرض بوجوب توفير الحماية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها.

 

2- قتل عمد خارج نطاق القانون في شمال سيناء

 2021.01.09

أعلن تنظيم داعش عبر تسجيل مرئي بثته منصات إعلامية تابعة له عن قتل مدنيين اثنين رمياً بالرصاص بمزاعم تتعلق بتعاونهم مع القوات الأمنية. وتضمن الفيديو اعترافات الضحايا بتعاونهم مع ضباط من الأمن المصري، وهي اعترافات من المرجح أنها أخذت بالإكراه وتحت التعذيب، القتيلان هما كلاً من:

1- ماهر حسين لافي السماعنة.

2- سليمان شلاش خالد عرابي.

​​​​​​​

 

​​​​​​​

يُعد القتل خارج نطاق القانون انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان متكرر الوقوع في سيناء، وهو بمثابة سلوك ملازم لتنظيم داعش. إذ يُعد الحرمان التعسفي من الحق في الحياة انتهاكا للمادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أوجب الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان في مادته الرابعة وجوب صون وضمان الحق بالحياة للمدنيين في جميع الأوقات، بما ذلك أثناء النزاعات، كما اعتبرته "اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان" ركيزة أساسية لكل الحقوق وغير قابل للتقييد.

3- اختطاف مواطنين في قرية الشلاق التابعة للشيخ زويد

 2021.01.10

اختطف مواطنين إثنين على يد عناصر من تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش في قرية "الشلاق" التابعة لمركز الشيخ زويد شمالي سيناء. حيث تسلل عناصر التنظيم إلى المنطقة الواقعة ما بين كمين "حرس الحدود" وكمين "الإسعاف" فجر يوم الثلاثاء واختطفوا كل من:

١- محمد سلامه مسعود أبو خرقه - 45 عام

٢- مسعود أحمد حسن مسعود أبو خرقه -37 عام

و جرى بالتزامن مع اختطافهما قيام عناصر التنظيم بسلب 5 رؤوس أغنام وحمار، ثم اقتيادهم معا إلى جهة مجهولة في جنوب الطريق الدولي الرابط بين العريش والشيخ زويد دون أن يعترضهم أي كمين من سلسلة الكمائن العسكرية التي تراقب القرى والطريق الدولي.

التقت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان مع أحد سكان قرية الشلاق حيث كشف لنا عن تفاصيل إضافية عن الواقعة والأحوال الأمنية للقرية قائلا:

"والله ما بنقدر نطلع من بيوتنا بعد المغرب خوفا من رصاص الكماين وكل واحد بيلزم بيته مع عياله للصبح.. يعني أي حد بيخرج في الليل بيكون هدف مشبوه، ومع هذا العساكر ما بيشوفوا غير الأهالي وما بيضيقوا غير على الناس لكن ما بيشوفوا التكفيريين.. هذا شي مستحيل.. هما يعني ما بيتحكموا غير فينا بس.. وين رايح وين جاي وشايل ايه ومن قبيلة ايه".

"الدنيا مليانه كماين جيش كل كمين بيشوف الثاني بعينه، وطول الليل ضرب نار.. لكن التكفيريين بيعدوا من بين الكماين ويخطفوا الناس ويشيلوا الزاد والأكل من غير ما حد يضرب عليهم طلقة.. الكماين مفروض بتحمي البشر! ".

تمثل حالات الاختطاف والإخفاء القسري للمدنيين مشكلة متفشية في سيناء، وقد اعتاد تنظيم داعش على اختطاف المدنيين وتغييبهم لمدد طويلة ضمن أعمال ممنهجة يهدف من خلالها لفرض هيمنته ومعاقبة كل من يعتبره يقف إلى جانب السلطات المصرية. يحظر القانون الإنساني الدولي أعمال الاختطاف والاختفاء القسري الممنهجة، وينص إعلان الأمم المتحدة بشأن الاختفاء القسري، المعتمد بالإجماع، على أن الاختفاء القسري يشكل انتهاكًا لجملة من الحقوق منها الحق في الاعتراف بالشخص أمام القانون، والحق في الحرية والأمن الشخصي، والحق في عدم إخضاعه للتعذيب، والمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة من الكرامة وأنه ينتهك الحق في الحياة أو يشكّل تهديدًا خطيرًا له، كما اعتبره النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بأنه "جريمة ضد الإنسانية".



الكلمات المفتاحية


مقالات متعلقة