img
انتهاكات الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر في سيناء

الملخص:

تعرضت منطقتين في الشيخ زويد في شمال سيناء إلى نهب للمواد الغذائية على يد مسلحين من تنظيم ولاية سيناء التابع الداعش، وذلك في واقعتين منفصلتين جرتا في الأسبوع الثالث من ديسمبر.

ولأجل الوقوف على حقيقة ما جرى، استمعت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان لشهادات 4 مواطنين، 3 رجال وسيدة، كانوا على تماس مباشر مع الأحداث، وقد بيّنت الشهادات التي أدلوا بها واقعة النهب بتفاصيلها.

 

تفاصيل الانتهاكات

انتهاكات تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش

نهب المؤن الغذائية للسكان المحليين في منطقتين بالشيخ زويد 

2020.12.15

عاش المدنيون في قرية الظهير جنوب مدينة الشيخ زويد أجواء مرعبة بعدما داهم مسلحو تنظيم ولاية سيناء منازلهم ونهبوا أقواتهم.

حيث عَمِدَ عناصر التنظيم على انتزاع المؤن الغذائية من البيوت بالإكراه، تحدثت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إلى اثنين من السكان المحليين بالقرية، أحدهم قال في شهادته:

"حوالي الساعة واحدة بعد نص الليل، سمعنا حركه وناس بتخبط على باب البيت، فتحت الباب كان قدامي حوالي 4 أنفار معاهم سلاح وعرفت من اللحظة الأولى أنهم دواعش، قالوا عايزين أي دقيق أو أي أكل في البيت، طبعا مافي وقت للنقاش أو حتى الكلام، قلت لهم هذا مكان الدقيق وكانت صرة دقيق ناقصة هي كل ما فى البيت و شوية سكر ورز وزيت كانت من تموين الشهر وشوية خضروات، خذوها كلها، وقالوا أنتوا بتعرفوا تشتروا.. عرفت بعد ما مشيوا من القرية أنهم راحوا على أكثر من بيت واستولوا على كل ما في القرية من الدقيق والتموين اللي في البيوت".

في حين قال شاهد العيان الآخر: "عدينا حوالي أكثر من 20 داعشي لهجتهم تبيّن أنهم من سيناء مش أجانب، كان فيهم أفراد بيحرسوا و بيأمنوا المكان ومجموعة ثانية بيدخلوا البيوت ينقلوا التموين والدقيق، واستولوا على ثلاث عربات تسحبها الحمير من أهالي القرية علشان ينقلوا المواد الغذائية عليها، والله أحنا بتطلع روحنا لما بنقدر ندخل كيس الدقيق للقرية، لأن الجيش بيمنعنا نشتري مواد غذائية كثير، لأنه بيشك أننا ممكن نوديها للدواعش، الدواعش جو بنفسهم وخذوا تمويننا، وثاني يوم بلغنا كمين الجورة على اللي صار، صراحة الكمين سمح لينا أننا نشتري دقيق بدل اللي سرقوه الدواعش".

وأكمل قائلاً: "والله يا أخي عايشين عشية سواد، لينا سنين بنحاول نقعد رغم الحرب والتضييق، ما ودّنا يصير فينا زي الناس النازحين من ذل ومهانة، تخيل أن اللي ساكن في الظهير الأمن بيعتبره مشبوه، طيب كيف وأحنا الدواعش بهدلونا وأخذوا قوت عيالنا اللي ربنا وحده يعلم كيف بندبر حقه وكيف بننقله على الحمير حوالى 3 كيلوات من قرية الجورة.. علشان العربيات ممنوع تدخل لمنطقة الظهير".

منذ عام 2018 وعلى وقع انطلاق العمليات الشاملة في سيناء، خضعت الحياة اليومية في شمال سيناء إلى قيود أعاقت الحياة اليومية للمواطنين، إذ حدد مقدار وكميات وأنواع المؤن الغذائية والبضائع التي يسمح عبورها إلى مدن وقرى المحافظة، كما فرضت السلطات وجوب التنسيق المسبق معها لدخول البضائع لبعض المناطق، وحددت كميات الوقود التي يمكن أن يحصل عليها المواطنون لبيوتهم أو لسياراتهم، إضافة إلى وجود حظر للتجوال فُرض منذ 24 أكتوبر 2014 وما زال قائماً حتى الآن، وأصدرت بشانه مؤسسة سيناء بياناً في الذكرى السادسة له.

هذه الواقعة لم تقتصر على قرية "الظهير" فقط، بل تكررت فجر يوم 21 ديسمبر في الأطراف الشرقية لحي "الكوثر" بمدينة الشيخ زويد، ففي الساعة الثالثة فجراً تسلل أكثر من 17 عنصر مسلح من تنظيم ولاية سيناء إلى داخل الحي، طرقوا أبواب عدد من البيوت وهم يحملون أسلحتهم في مشهد أرعب المدنيين.

قال أحد سكان الحي، ممن عاشوا هذا الوقت العصيب: "سمعت خبط على الباب، استغربت من مين اللي بيخبط في هذا الوقت؟! قلت في بالي يمكن حد من الجيران مريض ولا حاجة.. فتحت الباب لقيت إثنين مسلحين ومعاهم لاسلكي حاطينه على صدورهم، وبيقولوا بصوت واطي هات الدقيق اللي عندك وأي حاجة أكل، والله من الخوف نقلت ليهم عند الباب كل حاجة في البيت، وبعدين راح واحد منهم مطلع فلوس 300 جنيه وبيقول: هذا حق الحاجات اللي خذناها منك، أنا ما عرفت ايش أقول وايش أسوي ظليت متسمر في البيت وخايف أطلع أشوف إيه الي بيحصل بره.. و لكن الصبح عرفت أن التكفيريين دخلوا الحي وقلّبوا حوالي 7 بيوت وأخذوا كل اللي فيها من أكل، وأن عددهم حوالي 17 نفر مسلح وأخذوا كمان عربتين تسحبها الحمير من أملاك الأهالي ونقلوا عليها الحاجات وراحوا ناحية الشرق بإتجاه رفح، العجيب أن الكماين بعد ما مشيوا التكفيريين فضلت تضرب نار بشكل عشوائي لكن لم تلاحقهم".

وفي شهادة أخرى قدمتها سيدة وصفت حالتها بأنها مرت بوقت عصيب وخوف شديد نتج عنهما انهيارها عصبياً لليوم التالي، قالت لفريق مؤسسة سيناء: "حسبي الله ونعم الوكيل، أنا وعيالي متنا من الخوف.. أول مرة نشوف التكفيريين وكنا خايفين يموتونا أو يذبحونا.. ربنا ستر وخذوا بس التموين بتاع البيت".

وأضافت: "قال لي واحد منهم جيبي كل الأكل اللي عندك في البيت، بدون ما أشعر لقيتني بجري و بحط كل الأكل اللي في البيت قدامه وما خليت ولا شي من الرعب، كيف قدروا يوصلوا لداخل  الكوثر و الحي محاط بالكماين من كل ناحية؟"

يُعد نهب الممتلكات والأموال وما في حكمها جريمة يتعين محاسبة من يقوم بها، وقد حُظرت في البروتوكول الثاني الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977، كما أوضح النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بأن النهب هو "جريمة حرب" في النزاعات المسلحة الدولية وبمقتضى ما ورد فيه بأن "نهب أي بلدة أو مكان حتى وإن تم الإستيلاء عليه عنوة" يشكّل جريمة حرب في النزاعات المسلحة غير الدولية"، كما بيّن العُرف والسلوك الدولي وفي الدول التي عاشت أحوالاً من النزاعات المسلحة أن النهب يُعد جرماً في أي نزاع مسلح.



الكلمات المفتاحية


مقالات متعلقة